YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير
في تطورات سياسيّة وحزبية مفاجئة بدأ حزب نداء تونس المثير للجدل بالتصدّع على إثر الخلافات الجذرية التي عصفت بهياكله بسبب اختلافات في وجهات النظر والرؤى وخاصة بسبب إصرار الباجي قائد السبسي على الترشح للرئاسة وهو ما يعارضه عدد من كوادر حزبه وخاصة منهم المحسوبين على رجل أعمال الظل كمال لطيّف.
فبعد الخروج المبكر للقيادي السابق الطاهر بن حسين وانتقاداته الشديدة لشخصية الباجي قائد السبسي، ناهيك عن بعض النوّاب “السائحين” الذين أمضوا عطلة نصف المجلس التأسيسي بمنتجعات النداء، وبعد الضجة التي أحدثها رجل الأعمال الثاني في الحزب والمثير للجدل فوزي اللومي الذي وصل به حد الاستنجاد بعدل تنفيذ وتنبيه أعضاء الحزب بإخلاء المقر الذي تبرع به للحزب في جهة البحيرة بسبب خلافات داخلية تتعلق بالانتخابات وبنجل الباجي حافظ السبسي.. جاء اليوم دور كل من نور الدين بنتيشة الذراع الإعلامي لكمال لطيف وعمر صحابو صاحب جريدة المغرب اليومية. والذي اتهم الباجي بالخرف والمرض وعدم القدرة على قيادة البلاد.
من ناحية أخرى فجّر الباجي قائد السبسي مفاجأة وقنبلة من العيار الثقيل عندما اتهم أذرع معينة في حزبه بالسعي لاغتياله والمرور فوق نعشه للحكم في البلاد وهو ما يثير عديد التساؤلات حول العناصر المختلفة التي يتركب منها الهيكل السياسي والتنفيذي للحزب ومدى انسجامها مع مشروعها السياسي الذي طالما أعلنت عنه منذ البداية على اعتبار أنّ الباجي قائد السبسي هو رجل المرحلة وهو الوحيد القادر على قيادة تونس إلى بر الأمان كما فعل سنة 2011 إثر الثورة وفي أصعب الفترات..
من جهة أخرى عزا بعض المراقبين التصدع الهائل الحاصل داخل حزب النداء المختلط بين اليسار والتجمعيين والدستوريين القدامى ونقابيين، إلى محاولة رجل الظل كمال لطيّف فرض مرشح رئاسي على الحزب وهو صهره مصطفى كمال النابلي المحافظ السابق للبنك المركزي. وهو ما يستشف من تصريحات كل من صحابو وبنتيشة وكمال الجندوبي الذي انضم إلى حملة الدعاية للنابلي الذي تم قبل سنتين إزاحته من البنك المركزي وتعويضه بالعياري نظرا لعدم حياده السياسي في تلك الفترة على حد تعبير بعض نواب التأسيسي.
فأين ستنتهي هذه المعركة الندائية وهل سيأكل الحزب نفسه في أصعب الفترات وهل سيستنجد الباجي قائد السبسي بغريمه راشد الغنوشي لتحقيق الوفاق والتحالف الانتخابي المنتظر؟ أم أنّ الأمور ستأخذ منحى آخر قد يكون غير سياسي أصلا؟؟ تبقى كل السيناريوات مفتوحة إلى حين المرور بسلام إلى المرحلة المقبلة عبر القنطرة الانتخابية والتي تبدو أنها الطريق الوحيد الذي سيخرج بالبلاد من حالة الغموض والخوف من المجهول لاسيما في ظل الأوضاع الإقليمية والعربية والدولية الراهنة والتي لا تبشر بخير كثير أو بأيام كأيام بن علي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تمديد الاحتفاظ بإطارين من وزارة المالية بشبهات فساد

تونس – السفير  أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس لأعوان الوحدة الوطنية…